ترددت كثيرًا في كتابة “المقدمة” لكتاب “أسرى فلسطين ولبنان والجولان”، لشعور عميق بأن الكتاب لا يحتاج إلى مقدمة، فما يحويه من الإهداء إلى أبطال نفق الحرية، حتى آخر سطر، هو “المقدمة” لنضال بطولي يخوضه الشعب الفلسطيني، منذ اغتصاب أرضه، ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كيف أستطيع أن أكتب “مقدمة” لوالدة الأسير المريض ناصر أبو حميد المعتقل مع ثلاثة من أشقائه المحكومين بالمؤبد، وآخر شهيد، وترى أمهم العظيمة كالفراشة حاملة صورته، روحه، من اعتصام إلى اعتصام؟
كيف أستطيع أن أكتب “مقدمة” لوالدة الشهيد إبراهيم النابلسي الذي أنجبته مرتين، وعشرات المرات؛ المرة الأولى من رحمها، والثانية من تراب فلسطين وزعترها و”جنينها”، تزغرد و”تزلغط”، تحمل نعشه، مجده، وهي في ذروة الفرح والاشتياق!!! والثالثة والعاشرة ولادة العشرات من إبراهيم النابلسي، مقاومين، مطاردين جنود الاحتلال وفئرانه؟
لذلك ترددت، فتمرد قلمي، ولم يطاوعني في كتابة “المقدمة”، فالأسرى والشهداء، والأحرار والحرائر في السجون، هم وهنّ “المقدمة” التاريخية للمقاومات والثورات.
كتاب بلا «مقدمة»، لصخور الصبر، والدهس والطعن، والنقش والحفر والعزف والعصف، لشعب الجبارين، لكتائب النار هو المقدمة للتاريخ «التميمي» و«النابلسي» و«الجلبوعي»، لحكاية سرّ الزيت الفلسطيني، والوعد الصادق الفلسطيني العربي القادم.
