… انتظرت السنابل، فلم تنبت أي سنبلة.. وانتظرت الشمس، ولم أفز حتى بشعاع.. وبحثت عن اليقين، فلم أجد إلا المزيد من الحيرة..
كيف لا، وينابيع أنوثتي سرعان ما تحولت في نظره إلى مستنقعات آسنة، والفجر الذي رآه في ابتسامتي تساوى مع ضوء المصباح الكهربائي في غرفة نومنا، بكبسة يضيئه وبأخرى يطفئه.. وبعد أن كان يجدني عادية مريحة، صرت المرأة المملّة، المحدودة الإمكانيات التي لا تملك أي موهبة.. لست أدري إن كنت أنا بالفعل هكذا أم هي أفكار مارس سطوته العاطفية عليّ ليقنعني بها كي أبرر له كل ما كان يفعله.. أعترف أنني في العمق، في عمق نفسي، أؤمن أنه محقّ، أنه موهوب جداً وأنا تافهة، أنه مثمر جداً وأنا جرداء، وأنه لامعٌ جداً وأنا مطفأةٌ.. هل أؤمن بذلك حقاً أم أنني لفرط ضحالتي صرت مجرد انعكاس لبريقه، لا بد أنه سحرني، نعم سحرني، ألم أقل منذ البداية إنه ساحر محترف؟…
