أنطاكية تاريخ وحضارة

لفتتني صورة الغلاف الجميلة من اللحظة الأولى، كما أُخذتُ بروعة التمثال الذي يمثّل أنطاكية. وشدّني الكاتب عندما قال بأنه يريد أن يترك قلبه في هذا الكتاب. هنا بدأت رحلتي في عوالم أنطاكية “التاريخ والحضارة” ووجدت نفسي أتعرّف على موقعها وتاريخها وتطورها وثقافة ساكنيها، تعرفت على المهندسين المعماريين الذين أشرفوا على بنائها. سرت في دروبها التاريخية وتوقفت عندما ظهر من شارعها الرئيسي أسفل شارعها القديم. استشعرت أنطاكية البيزنطية والسلوقية والرومانية وما تعاقب عليها من حقب لاحقه واستوعبت علاقة العمارة بالسياسة وكيف أثّر أسلوب الحكم والصراع على السلطة على عمرانها وعمارتها. تعرّفت خلال جولتي على هويتها وشخصيتها المتميزة، رأيت مبانيها التاريخية العامة منها والخاصة ودققت في مخططات حماماتها الإمبراطورية. زرت المباني السكنية ودخلت إلى فنائها وقاعاتها المختلفة وأذهلتني التفاصيل المعمارية واللوحات الفنية والفسيفساء التي نقلت إليّ صور جميلة عن أساطير مختلفة وأسلوب الحياة الإنسانية. ثم انتقلت بعد ذلك إلى مناطقها التي طبعها الانتداب الفرنسي بطابعه. خلال رحلتي هذه كانت تهتز بي الأرض كلما وردت سيرة زلزال، كما آلمني التراجع والإهمال طيلة الحكم العثماني وفي نهاية رحلتي حلمت بأني أسير في مظاهرة مع نساء أنطاكية من أجل عروبة منطقة الإسكندرون.

فتقبَّل مني دكتور لطفي فؤاد لطفي بالغ الشكر والامتنان على روعة الرحلة.

أ.د.م. سلوى مخائيل

كلية الهندسة المعمارية- جامعة دمشق