لقد أُشبعت المادية التاريخية درساً وجدالاً منذ منتصف القرن التاسع عشر وعلى مدى القرن العشرين، لذا سنركز في مبحثنا الراهن على المادية الجغرافية دون التاريخية إلّا إذا اقتضى الأمر أن نمر على هذه الأخيرة لضرورات توضيحية.
إن الاهتمام المتزايد الذي شهدته الأوساط الأكاديمية الإنكلوساكسونية بالمادية الجغرافية، انتقل أخيراً إلى الجامعات الفرنسية في سياق جدلي بين مؤيد ومعارض، وها نحن في مؤلفنا هذا نطرح قضية المادية الجغرافية على الناشطين في المجالات الفكرية العربية مفتتحين النقاش بشأنها في العالم العربي مع الإشارة إلى أنها لا تزال تستدعي الاستكمال على المستويين النظري والعملي على السواء.
