المشاغبة واجب…
ما هي الصحافة؟ هل هي حذاقة وفصاحة تماهياً مع التيارات والأطروحات السائدة، تتجاهل السلطة والمال اللذين يصنعان الواقع، بما فيه الصحافة فيّ ذاتها، أم هي استقصاءٌ لهيمنة وتشابك هذه وذاك؟ أم أنّها “سعيٌ إلى الفعاليّة عبر التأمّل” في هذا الواقع كما قالها هوبير بوف-ميري مؤسّس لوموند ديبلوماتيك، “ملتزمة، واقفة رافعة الرأس، دون مساومة ونزيهة”؟
هل الكتابة هي خطابات نمطيّة حول الاقتصاد والمجتمع والجغرافيا السياسيّة؟ أم أنّها مواجهة نقديّة مع هذه القضايا عبر طرح الخيارات الممكنة بشكلٍ بيِّن؟ الخيار بين الدولة كمؤسسات وبين السلطة؟ الخيار بين الأمن والحقوق؟ والخيار بين الهويّات الدينيّة والطائفيّة وتلك الوطنيّة؟ أو الخيار بين أطراف “لعبة الأمم”؟
بالطبع، الخوض في هذه الخيارات هو فعل مشاغبة. مشاغبة ضروريّة في زمن التحوّلات الكبرى التي يشهدها عالمنا العربيّ. بل مشاغبة واجبة…
هذا الكتاب مجموعة من المشاغبات كُتِبَت قبل ما بات يسمّى “الربيع العربي”. حفّزها صديقان رحلا: سمير قصير وأحمد فؤاد نجم. وستليه مشاغبات “الربيع”…
سمير العيطة
رئيس “منتدى الاقتصاديين العرب”، ورئيس التحرير والمدير العام السابق “للوموند ديبلوماتيك النشرة العربيّة”. كاتب رأي في صحيفة السفير، وقبلها صحيفة النهار. صدر له كتابان لم يترجما إلى العربيّة: “سوريا، الطريق إلى الأمام”، 2006، بالإنكليزيّة عن منتدى البحوث الاقتصادية؛ و”العمّال العرب المقصيّون عن القانون”، 2011، عن دار لارماتان، بالفرنسيّة، وهو حول العمل غير المهيكل في البلدان العربيّة.
