اليوم الأخير للمعنى

$ 8.00

لعل الذهول من هذا المشهد المترامي الذي لا يمكن تعيين هويته ولا تصنيف خاصيته في الزمن الراهن، هو الباعث الأول لكل دهشة فلسفية عارمة. هكذا يعلمنا درس الفلسفة أبدًا بأن الصدمة ما برحت تكرر نفسها عند كل منعطف حضاري، فتستولد فينا إرباكًا، وتصيّرنا مشدوهين أمام تيه السؤال عن المعنى التام الذي رام شادي كسحو إلى كشف عقمه، عبر تقويضه للمعنى الذي أضفاه البشر على هذا العالم المتشذر والمتشظي. إن قراءة كتاب (اليوم الأخير للمعنى)، هي أولًا بمنزلة حداد على العالم، وهي ثانيًا، دعوة إلى لقاء فريد مع الوجود، فخسران المعنى، وتبادل الأدوار بين الذات والموضوع، استفز في عقل هذا الكاتب الجريء طاقة جذرية لقلب قواعد الوجود وتغييرها، للتحرر من دوغما المعنى وكشف أوهام اليقين والحقيقة التي لطالما تأسست عليها المزاعم الفلسفية الكبرى.

نديم نجدي

 

مثل روح فيلسوف ما بعد حداثية لا تقر ولا تستقر، يُجهّز لنا شادي كسحو مسرح (اليوم الأخير للمعنى) ليعرض فيه حضوره وصوته الأنيق والمتفرّد. كلنا مدعوون إلى الحفلة/ المأتم، كلنا من دون استثناء. نحن معشر القراء، والفلاسفة، والعظماء، والقادة، والشعراء، والكتّاب اللامعين، والمجهولين والمهمشين، والمنتصرين والمهزومين، والمجانين والعقلاء، والآلهة والصعاليك، والمجسدين وغير المجسدين، بشرًا ولا بشر. كل من ادّعى يومًا أنه قبض على الحقيقة وسار بالوجود نحو غايةٍ ما، مدعو إلى هذا العرض الفريد، إلى هذه التحفة النادرة من هذا الشاب. يا لبؤس الفلسفة! لا توظف إلا كلمات هشة ولا تسعى إلّا إلى معنى متحلل. يقول كسحو، حين لايقول، إن ما تأتي به الكلمات تذهب به الكلمات أيضًا، والمعنى ليس إلا شبكة دوال أوهن من بيت عنكبوت تحت قطرة مطر أو نسمة هواء أو شعاع ضلّ إلى الظل طريقًا، ولكن الحكمة التي لا يرومها الكتاب تنبثق من كل هذا اللامعنى وهذا اللايقين. ثم ماذا بعد؟ عقل كسحو نومادي جحيمي يَرَقِي هائم يراوغ الثبات، فالكتابة ضالة الحكمة، وحتى في زمن الجينوم والكوانتية والمعلوماتية والتضخم الهذياني والانهيارات الصاخبة للحدود، تبقى الكتابة تقانة الوجود الشاهقة. لكل ذلك وأبعد يقدم شادي كسحو هذا الكتاب، هذا النص الذي يستعصي حتى على التاريخ.

أماني أبي رحمة

الفئة:
القياس 21 × 14 × 2 cm
ISBN

الكاتب

الطبعة

عدد الصفحات

الغلاف

التاريخ