بلا عنوان

$ 10.00

الفئة:
القياس 195-13.5 cm
ISBN

الكاتب

التاريخ

الطبعة

الغلاف

عدد الصفحات

في ديوان “بلا عنوان”، روحٌ تكتب تيهها بعبق ياسمينٍ خطا في دروب العشق يوماً طرباً ونشوة؛ تيهٌ ليس تخبّطاً، ضياعاً، بل تيهٌ عارفٌ مقاصده.

في ديوان رانية مرعي الأول “خطى من ياسمين”، حبا العطر ببراءة الدهشة.

وفي ديوانها الجديد، صارت بتلات الياسمين أجنحة.

والعبق يعرف موطنه الأخير، كالنحلة التي تستسرّ خبايا العسل في المسالك البرية: موطنه الأخير القلوب العاشقة، النفوس التي توضّأت بإكسير الحياة الذي هو الحب؛ إليها يخفق بأجنحةٍ من ياسمين، لا ببراءة الدهشة الآن، بل بدهشة العارفين:

“وبقيتُ في أرضِكَ غريبة/ روحًا هائمة بلا عنوان/ فحقيبتي ملآى وردًا/ جَنَيْتُها من ألفِ حُلُم/ ولوَّنْتُها من ألفِ ربيع/ أهديْتُكَ وترَ القلب موطنًا/ وبقيْتُ في أرضِكَ أغنية شريدة”.

وفي أرض الجحود تقرّر تلك الروح أن تخلع عبق الحب. لكنها كمن يمزِّق جلده بأظفاره، فالحب مجلى النور وجبّة العارفين، فتنشد العودة إلى موطنها الأول ثانيةً، إلى ذاتها، كالعطر العائد ربيعاً إلى بتلات زهرة متساقطة جعلها الخريف وسادة حقل:

“في سرّي أقسمْتُ يومًا سأهجرُ الرّبيعَ/ عصيْتُ قلبي/ خلعْتُ ثوبَ العطرِ/ محوتُ كلَّ الألوان/ ورحلْتُ في غربةٍ رماديّة/ ليلُ الغيابِ حرمَني النجوم/ صرتُ بلا عنوان/ أهملَتْني الفرحةُ/ فأنا روحٌ عاقّة/ وحين اشتقْتُ لعطري/ عتقَني قسمي/ همسَ لندمي ينتظرُكِ ربيعٌ جديد: إلهُ الياسمين عايَنَكِ/ وها أنا بشّوقٍ ناريٍّ أسير/ أه! ما أحلى الرّجوعَ إليَّ”.

في “بلا عنوان” روحٌ تعرف عنوانها جيداً: مسقطُ رأسها الحب، فيه صارت خطوَ رنين وأجنحة حنين:

“من وطنِ الحبِّ أنا/ عطري رحيقُ الأماني/ كحلي تنقشُه فراشةٌ عاشقة/ وشفاهي يلوّنها قوسُ قزح/ بلادي بعيدة/ نَصِلُها على أجنحةِ الملائكة”.

وينضمّ إلى حفيف الصمت العاشق عند الشاعرة رانية مرعي حفيفُ ريشة الرسّامة رانيا عواضة لتُنطِق باللون كلماتٍ تصوّفت في محراب التيه الجميل، ولترسم مواكب الرياحين “نفقاً” بهيجاً آخره: شعلة الحب.

 

مواهب أدبية

 

دريد عوده