ثورة الحسين حدثاً واشكاليات

$ 10.00

بقدر ما لثورة الحسين من الدينامية المتوهّجة عبر القرون، فإن مهمة المؤرّخ تصطدم بعقبات شديدة، ليس أقلّها التصادم بين نصّ العزاء ونصّ التاريخ. وإذا كان الأول غير معتمد لدى المؤرخ، فمن قال إن الثاني يمثّل الحقيقة أو جزءاً منها؟ فلطالما تخلّلت الروايات خطب ومراسلات ومواقف، كان القصص الإخباري واضحاً فيها، ثم أعادت صياغتها أقلام المصنَّفين بطريقة لا تستفزّ السلطة التي عاش كثيرون منهم في بلاطها، ولقد كرّسوا نمطاً من التاريخ ما زال يعاد إنتاجه بأخطائه وفجواته.

والانتظار، بداية، كان في المشروع الحسيني، ولكن النهاية لا حدود لها، وهو ليس استرخاء أو خضوعاً للأمر الواقع، ولكنه حافز يتجدّد، وإرادة تُستلّ من عمق القضية، وثورة دائمة تشهر سيف الحق في وجه الظالمين. والحسين يتعملق عندما تصبح الشهادة خياره الموضوعي، بعد استنفاد وسائل الانقاذ للثورة المحاصرة، والوصول إلى قادتها المعتقلين أو الملاحقين، أو المقتولين. فلم تكن الكوفة هي التي خذلت الحسين، كما في وعي الناس والتاريخ ومجالس العزاء، ولكن “الانقلاب” الذي فاجأها عطّل دورها. وكان ثمة مسؤول أو مسؤولون عن تهميشها.

ولكن الحسين انتصر في النهاية. والشهداء الذين صُلبوا على أبواب القصور هزموا أصحابها وطوّحوا بالطغاة ورموز الظلم. ودائماً كان وما يزال قول “الإمام” في “نهجه”: “ألا إن لكل دم ثائراً”، تضطرب به النفوس الرائية إلى التغيير، وقد عبّر عنه الحسين في ثورته الرائدة، وسيظل نبراس الذين “يتبرّمون” من الحياة مع الظلم، ويرون “سعادتهم” في الشهادة، حيثما كانت القضية، وأنّى كان زمانها.

SKU: 978-614-432-628-2
الفئة:
القياس 21-14 cm
ISBN

الكاتب

الطبعة

الغلاف

عدد الصفحات

التاريخ