دموع الرياحين

حب حلّله الله وحرّمته الأديان! “دموع الرياحين” قصة حب وحرب. كمال وريتا.. قصتهما قصة حب كامل، مستحيل، محرّم. خطيئتهما أنهما من ديانتين مختلفتين! خطيئتهما أنهما تجاسرا على الحلم، حلم الحب، في أرض يتباهى أهلها أنها “مهد الديانات”. أرض الديانات: أرض الحب المحرّم… المستحيل… الممنوع. افترقا، وصار حبهما إبن المسافات المستحيلة؛ هي نفسها المسافات المستحيلة بين أديان تقول إنها كلها من لدن الإله الواحد، وللإله الواحد الأقرب من حبل الوريد! *** كمال وريتا.. قصتهما أيضًا قصة وطن جميل، مستحيل، محرّم. خطيئته أنه جامع أديان مختلفة على الله! خطيئته أنه جامع مِلَل تتقاتل على الأرض والسماء، فأسقطته حروب الآلهة من جنة المحبة وملكوت السلام مثلما أسقطت الحبيبين من جنة الحب. أرض الديانات: أرض الأوطان المحرّمة… المستحيلة… الممنوعة. تمزّق الوطن وافترق أبناؤه. صار الوطن نفسه وطن المسافات اللصيقة المستحيلة؛ مسافات مستحيلة هي نفسها خطوط تماس من نار، من دم، من دموع بين الآلهة المتصارعين. خطوط تماس هي جحيم آلهة متصارعين على الجنة! *** الحب والوطن آثمان! طردهما آلهة الشرائع من الجنة… جنة الحلم بعالم أفضل. فأن تحب الوطن حبًا كاملًا، أن تحب وطنًا بلا مذاهب، فهذه خطيئتك الأصلية. وأن تحب حبًا كاملًا، حبًا بلا مذاهب، فهذه لطختك الأبدية. *** زهرة الحب الحالمة المرنّمة مع الجداول وأجنحة الحساسين، حرقتها نار حروب الآلهة وجرفها نهر الدم إلى بحر الألم. هل تستفيق الأقحوانة من نار الأوجاع، وتتفتق من قطرات الدم؟ هل تنبعث الأجنحة العاشقة من رمادها؟ هل تستيقظ عصافير الشوك من مخابئها الموحشة، وتصدح حناجر الشمس من جديد بألحان النار المقدّسة.. نار الحب؟ “دموع الرياحين”.. هل ينتصر العطر على الدمع؟ “دموع الرياحين” قصة حب وحرب.. فهل تنتصر ملائكة الحب على آلهة الحرب؟