الانتخابات، مفهوم، هو فعل عصيان. إنه تمرّد على الذات من أجل الارتقاء. فالورقة التي تسقط في صندوق الاقتراع، تحمل في أبعادها عظمة الممانعة.
أدركت النخب السياسية قوة سلاح الاقتراع. دجّنته حوّرت مفاصله. جعلته طيعاً بفعل استئثارها بالسلطة. فإذا بالمفهوم القائم على ركائز التحرر، يستعبد الجماهير من جديد بقوة التشريع. فتحول الانتخاب إلى استلاب لإرادة الناس.
ومع كل دورة انتخابية نيابية، كانت النخب تسحق قوة الممانعة. فإذا بالانتخابات تفعّل ضبط المجتمع وفق إيقاع النخب نفسها.
لقد تحولت الانتخابات إلى لعبة الكبار، من أجل الكبار فتجسدت السلطة في النخب، خارج المؤسسات وخارج الحدود.
الانتخاب هو حلقة من حلقات الاستثمار السياسي للبشر.
د. أنطوان ساروفيم، باحث، وأستاذ جامعي.
كتب في السلوك الانتخابي في لبنان، ورأى أن هذا السلوك يتطابق مع مفهومَيْ “العنف الديمقراطي” و”تبييض الأحداث”.
صدر له مقالات، وأبحاث، ومؤلفات أبرزها:
ـ الانتخابات النيابية في زحلة والبقاع ـ من المتصرفية حتى الاستقلال، دار كتابنا، زحلة، 1990.
ـ الانتخابات النيابية في زحلة والبقاع ـ حقبة الاستقلال (1943-1972)، منشورات المؤلف، زحلة، 1996.
ـ الانتخابات النيابية في محافظة البقاع (انتخابات 1996 ـ أو ظاهرة الزواج المتعدد)، منشورات المؤلف، زحلة، 1997.
ـ الانتخابات البلدية والاختيارية في زحلة (حدود السياسي واللاسياسي ـ حساب 1998)، منشورات المؤلف، 2000.
