تشكل السيرة الذاتية لمؤلف هذا الكتاب إحدى منطلقات موضوع البحث. فبعد أن فقد بصره في عمر السبع سنوات، اضطر محمد للانتقال إلى مدرسة خاصة بالمكفوفين، حيث عاش تجربة العزل في المرحلة الجامعية، اختار محمد أن يلتحق بكلية الحقوق في الجامعة اللبنانية. عند تخرجه اصطدم محمد بالواقع الذي يتكشف عن تجذر للنظرة النمطية المستمدة من الوصمة السلبية لدى المجتمع صد الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث رفضت كل مكاتب المحاماة التي قصدها أن تمنحه الفرصة لتحقيق حلمه أن يصبح محاميا نتيجة لهذه التجربة، قرّر محمد الانخراط في الحركة المطلبية المنظمات الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان. وقد أدى هذا التحوّل في حياة محمد المهنية إلى تحفيزه المتابعة تحصيله الأكاديمي، حيث شكلت قضية الإعاقة والعزل محور نشاطه الدراسي البحثي، بالإضافة إلى استمراره في عمله كمدافع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في لبنان وعلى المستوى الدولي.