“إسلامية المعرفة” بهذا المعنى استجابة لتحد تاريخي، ثقافي، وسياسي، كان مسرحه العالم القديم. وهي في الآن عينه خطاب له شبكة رُسى في توازنات الهيمنة في قلب هذا العالم. لقد أراد الإسلاميون لهذه المقاربة أن تكون “نظرية مقاتلة”، كحال أغلب أفكار وتصورات شعوبنا الممنوعة من النهوض، إلا أنها وللمفارقة “نظرية مقاتلة” في غير ما أرادات هي القتال أو الدفاع عنه. لا ترجع النظرية لسؤال تأصيلي بقدر محاولتها الرد الموطوء بسؤال الراهن، والانتصار المثقل لشرائط حددها الغرب سلفاً. وكأنها تأبد ما تحاول هي هدمه، وتشيد ما تحاول هي نقده.
(من المقدمة)
بشار أحمد اللقيس، طالب دكتوراه في الجامعة اللبنانية. عمل في مجال الدراسات والفكر السياسي الإسلامي منذ عام 2010. إضافة لعمله كإعلامي، وكاتب رأي في عدد من الصحف اللبنانية. عام 2017 تولّى إدارة تحرير موقع مجلة الآداب حتى عام 2019، ومنذ ذلك الحين يرأس تحرير موقع صحيفة الخندق.
