التحليل النفسي للرجولة والانوثة

$ 13.00

SKU: 978-9953-438-79-5
الفئة:
القياس 2417 cm
ISBN

الكاتب

الطبعة

عدد الصفحات

الغلاف

التاريخ

كاد التحليل النفسي أن ينطفئ لولا ظهور جاك لاكان في أوائل الخمسينات. تلامذة فرويد كانوا لا يزالون تحت تأثير سلطة ونفوذ المعلم الأكبر، مما جعلهم يبتعدون عن كل قدرة في الاستنباط والإبداع، فوقعوا فريسة ما يسمى بالأنا الأعلى التحليلي، ولم يبق لهم سوى التقليد مما أفرغ العمل التحليلي من قوته الخلاقة وديناميكيته الناجعة فأصبح هيكلية نظرية. من هذا المنطلق اعتبر لاكان أن العودة إلى فرويد هي السبيل الوحيد لتصحيح المسار التحليلي، لأن التحليل النفسي يتخطى فضيلته العلاجية، لكي يطال كل نشاط فكري في أي حقل وُجد. يبقى نموذج فرويد في مساره السبيل الوحيد لكل من اتبعه أن يكتشف الحقائق التي توصل إليها . الحقيقة ليست مطلقة إنما بالدرجة الأولى هي حقيقة ذاتية تكمن في اللاوعي بحكم المكبوت. وإن غابت عن الوعي فهي تستمر بالتحكم بتصرفات ومسلك الإنسان، وتفرز العوارض المرضية. موضوع التحليل النفسي يكمن في هذه الحقيقة التي اكتشفها فرويد ثم لاكان بعده، والتي تتجسد في موضوع الرغبة. والأنا خلافاً لما كان يتصور البعض تضللنا عن طريق التماهيات الآنية والمخيالية. الجديد عند لاكان هو انفصاله عن كل ما هو علاقة الإنسان بالبيولوجيا لكي يحدد معنى وجوده في حقل اللغة التي من خلالها يعبر عن ذاته ويصبو دائما إلى بلوغ حقيقتها وصدقيتها من خلال علاقته بالآخر الذي يسميه لاكان بالكبير للتمييز بينه وبين الصغير أي القرين. فهذا منحى فكري ديناميكي معتمد على الرغبة التي تحركه في الحياة وتضمن له المتعة، هو منحى مغاير تماماً لما يسمى بسيكولوجية الأنا. ولا عجب أن يواجه التحليل النفسي مقاومة شديدة لاسيما في مجتمعنا العربي: أولاً لأن لغة الحب ممنوعة، ثانياً: لأن الاعتزاز بالأنا قد تزعزع بعدما تبين أن حقيقتها تكمن في اللاوعي حيث لا سلطة عليه سوى قول الحق والحقيقة. كل ذلك شرحه الدكتور عدنان حب الله بأسلوب مبسط : السهل الممتنع، و هو تلميذ لاكان، كي يبين تواصله مع فرويد.