اموات بغداد

$ 19.00

SKU: 978-9953-71-354-0
الفئة:
القياس 2315 cm
ISBN

الكاتب

الطبعة

عدد الصفحات

الغلاف

التاريخ

يعود الرجل القادم من موسكو إلى العراق ليدخله عن طريق التهريب قبل شن الحرب بأسابيع حاملاً معه حلاً غريباً وأخاذاً وجديداً يمضي قدماً لتنفيذه في بلاده التي غاب عنها طويلاً، هو خلاصة ربع قرن من الإنجازات العلمية الكبرى، وكما لو شطر نفسه إلى قسمين، الأول مكرّس للارتقاء بالأحياء والثاني لقطع تذاكر الأموات؛ لكنه وجد أن كل الحيل التي قوّمها علمياَ وتطبيقياً ، لن تجلب له غير نصف تذكرة ونصف نسيم ونصف خيط لغابات الآمال التي عقدها لمواجهة الجموح القاسي للموت الذي تبنى مسكنه في هذه البقعة من الزمان والمكان. وفي مجمع الأموات في مدينة الطب المطلة على دجلة مسك بالحرث العميق للأجساد التي كان يخيطها حنين بن اسحق وقردته التي كان يشرحها في دكان على دجلة ليراقب تلك الملابس التي ذابت على أجساد الصوفيين الأوائل وهي تتمرغ في التعذيب متحاشية الهبوط على غيوم الحوريات وكل العذراوات المحروقات والرضـّع الملتحمين بأواني فخار ما قبل التاريخ ليرسم على أوراقه ذاك البهاء المتضرع لنهار قادم مكتمل الزينة، مروعة رسوماته بكل تفاصيل الموتى الحديثين القاصدين المشرحة؛ حاول الرجل الغور في سببية خيار حنين بن اسحق لدجلة كمكان لتشريح أول جثة في بغداد، حيث الوداع في الشواطئ أكثرها ألماً باستعارة لعنات تريستان كوبير، مستوعباً العبور المأتمي الذي لقنته إياه أحلام الماء ، والذي يأخذ حصته من الموت بقياس غاستون باشلار معطياً معنى للرحلة بتواز مع القبر والمحرقة وكرغبة كيتس في أن ينقش على قبره: “هنا يرقد شخص كان أسمه مكتوباً على الماء”. احتاج الرجل كحنين بن اسحق لماء دجلة كي يصون الموت كالسيل الطيفي لشيللي وسفن الأشباح في الأساطير الهولندية والبرتغالية، أو تضخم الأمواج في الموت وذبوله في الماء بلا ربان الخلاص، ذلك المجنون القديم الذي رآه جول لافورغ في هاملت صانعاً تركيبة الموت في دوائر الماء المنحسرة بوجه امرأة لن تعود، ومقدماً الحل في النهاية بعد أن يسحبنا المؤلف مع رحلة قاسية للغاية لبطله بداية من موسكو مروراً في كل الأحداث التي دارت رحاها في بغداد قبل وبعد خسوفها في واحدة من أجرأ الروايات وأكثرها تجريبية وطرحاً للأسئلة العميقة والجادة. جمال حسين علي، كاتب روائي وصحافي عراقي. صدرت روايته الأولى صيف في الجنوب عام 1983 تلتها روايتان الفنارات (1984) و التوأم (1985) عن وزارة الثقافة العراقية. والمجموعات القصصية: ظل متبخر(1986)، الضريح الحي (1987) عن وزارة الثقافة العراقية. و التويجات (1988) عن المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر في بيروت. له العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة في السياسة والفلسفة والإعلام نشرها في صحيفتي “البيان” الإماراتية و “القبس” الكويتية . نشر سلسلة من الأدب الوثائقي عن نشاطه الصحافي في المناطق الساخنة: كرباخ والشيشان وأفغانستان وكردستان والعراق ولبنان ودارفور والبلقان وغيرها، يصدر له هذا العام كتاب “قمحة النار” حول النساء في المناطق الساخنة عن دار رياض الريس – بيروت . حاز على جائزة الصحافة العربية عام 2005 ونال العديد من الجوائز في الرواية والقصة والمسرح. دكتوراه في الفيزياء والرياضيات ودكتوراه في الإعلام والعلاقات الدولية.