جرح لا يندمل

عينا طفلي تغرقان في دموع تنهمر، تمتلئان بعتاب وألم، تخترقانني وتتوغّلان في أعماقي،… يتقوقع على ذاته متألّمًا، كأنّه يهرب إلى رحم أم أطالت غيابها، يبحث عن أمن وأمان، يضغط بكلتا يديه على رمّانة كاحل، علّ الآلام تنحسر، كأنّه بصمت وصبر ينادي أخيل الإغريقي، لا تذهب إلى طروادة، بل إلى حيث أبي وحيث أنا… لم ينبس ببنت شفة، يشيح بوجهه عنّي، كأنّه دون حروف ودون كلمات يقول: «أرجوك، اتركني وشأني، فقد تعرّضت لظلم لم تحمني منه يا أبي»… وكأنّه يردف «لم أتوقع أن تفعل يا أبي».

جعلت منه في لحظة شًابّا مكلومًا يبحث عنّي إذ أضاعني فلا يجدني، فأصرخ بعد عقود «ويحي!».

«فأين أنت يا أبي؟ ألست تحميني من ظلم يقع علي، «كأنّي وبعد عقود أسمع نداءه… «ويحي!… فلأذهب إلى الجحيم»…

«مشهد لا يغيب عن ناظري، يلتصق بي ويعذبني… أصرخ، فإذا بصراخي ثغاء… أثغو… أحاول أن أنطق بكلمات… لكنّي لا أسمع غير صوت الثّغاء.