عن الحب والموت

$ 5.00

SKU: 978-9953-71-319-9
الفئة:
القياس 195013.50 cm
ISBN

الكاتب

الطبعة

عدد الصفحات

الغلاف

التاريخ

كيفَ فُكَّ الرَّصْدُ عن مجموعة القصص من يعرفني سيستغرب أنني أكتب القصة القصيرة، فأنا اكتب المقالات والدراسات الفكرية والسياسية والتحليلية، وأنشرها في غير مكان من الصحف (الأخبار اللبنانية، القدس العربي والعرب اللندنيتان) والمجلات (الآداب اللبنانية)، وتترجم مساهماتي هذه الى غير لغة (الانجليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية)، بينما كنت أخفي القصص ككنز مرصود: مسألةٌ شخصية بالكامل! في مرحلة متأخرة، أطلعت أقرب الاصدقاء على بعض منها، فكان ردهم موحداً: أُنشرها! بل ان الصديقة العزيزة منى العاصي تَبَرَّعت بطباعة القصص المُوزَّعة على قصاصات ورقية عديدة بخط رديء، وباستطرادات على شكل اسهم وإحالات تجعل من ضبطها فكاً حقيقياً للطلاسم! كما تَبَرَّعَت بالتعليق عليها ونقدها كما ينبغي لقارئٍ حقيقيٍ أن يفعل! صار عندي بعد ذلك مجموعة قصصية لطيفة يشهد بها أصدقاء شخصيون لطفاء بدورهم! لم اقتنع حتى تلك اللحظة، فقررت أن ارسل لأديب كبير وصديق عزيز، هو الوحيد الذي يمكنه أن يزيل الصخرة عن صدري: صُنع الله إبراهيم. فجاء جوابُهُ الدافئ: “…مفاجأة فعلاً! فقد تابعت كتاباتك ولم أكن أتصور أنك تكتب القصة أيضاً! القصص جميلة، وتنفذ الى القلب فورا لأن اللغة رائعة: قوية ومتماسكة، وكذلك البناء، وتلك ’الرومانسية الجديدة‘ المشبعة بها…”. حسمت أمري اذاً (حَسَمه صُنع الله بالأحرى!)، وكان هذا الكتاب… عرفت هشام البستاني كما عرفه الكثيرون: مناضلاً عنيداً في عالم من المتغيرات والاحباطات، يقوده حسه الانساني العالي في الجبهات المختلفة التي يخوضها، وآخرها جبهة الأدب. لم أعهده قصاصاً، ولهذا فوجئت بقصصه، وقلت أن المحارب أراد أن يستريح قليلا ويتأمل ما حوله. ولفتت نظري على الفور لغته المتينة القوية كصرحٍ شامخ، تأخذ القارئ الى عالمه الواسع، حيث طزاجة الاحساس بالحب وسط الكآبة. رومانسيةٌ ليست كتلك التي عهدناها، انما احتفاءٌ بالرغبة الانسانية البسيطة في التواصل، تنديدٌ بالحواجز القائمة بين البشر، برعب القمع والقهر والتعذيب، وبالاختناق في زحام الباص. حيث الفقراء “خلفيات للأثرياء، يجلسون عليها فتتحملهم”، يضربون رؤوسهم في الحائط: “هل هناك أمل؟ هل هناك اله؟ هل هناك حقاً غيفارا؟”… ويجيب هشام على السؤال الذي يؤرق الكثيرين: “من تحت الطبقات السطحية، يظهر سائل النار، تسبح فيه حورية الظلام اريشكيجال”. اذاً هي مفاجأةٌ حقاً: قصص جميلة، تنفذ الى القلب فوراً، بلغة رائعةٍ ومتماسكة مشبعةٍ بـ”رومانسية جديدة”… صنع الله ابراهيم د. هشام البستاني ولد في عَمّان عام 1975 ويقيم فيها، يمارس طب الاسنان كمهنة، كما يكتب المقالات والدراسات وينشرها في الصحف والمجلات العربية وغير العربية. ينخرط في العمل العام بشغف، فهو أمين سر منتدى الفكر الاشتراكي في الاردن، وأحد مؤسسي التحالف الشعبي العربي المقاوم، وناشط في لجان مقاومة التطبيع، والحريات، شارك كمنظم ومتحدث في العديد من المؤتمرات والمنتديات العربية والعالمية المناهضة للهيمنة والعولمة والامبريالية. يكتب القصة القصيرة منذ العام 1997 ولا ينشرها، وهذه مجموعته الاولى.