من العرفان إلى الدولة

$ 17.00

SKU: 978-9953-71-611-4
الفئة:
القياس 2114 cm
ISBN

الكاتب

الطبعة

عدد الصفحات

الغلاف

التاريخ

لقد أُجهض الإسلام اليوم ودُفع به كي يكون خارج التاريخ لأنه انقلب من تأمل حضاري إلى حملات فتوى، تلك الحملات التي أخرجت الدين المسيحي من التاريخ، من قبل. والإسلام اليوم بحاجة إلى أن ينهض بعقلانيته، وأن يسترد “روحه” الخاصة به أيضاً، تلك الروحانية المؤسسة على العقل، والعقل المنتهي بالروحانية، حيث يبتدىء الايمان بالشك والاحتمال ثم بالبرهان واليقين، انتهاءً بولوج باب الغيب، فتكون قضيته مبنية على أضلع ثلاث: الشريعة والطريقة والحقيقة. إنها قضية تكشفت بوضوح في اللقاء الشهير بين ابن عربي وابن رشد؛ ونستطيع أن نلتمس شبهاً جديداً لذاك اللقاء، الذي ابتنى على ملاقاة العقل بالطريقة، والذي أنتج خطاب العرفان الفلسفي، شبهاً جديداً يتمثّل باللقاء بين الامام الخميني والشهيد محمد باقر الصدر، حيث انبثق الواقع العرفاني. اللقاء الاول أنجب خطاباً جديداً في قضايا التحليل واللغة، واللقاء الثاني أنجب دولة جديدة في قضايا العقل النظري، والمشهد السياسي العملي. ونحن اليوم ازاء المشهد الاقليمي والدولي الجديد، حيث باتت ايران محوراً مشتركاً في الهمِّ العالمي وباتت قضية متعددة القراءات، حسب النيّات والمناهج والغايات، وبدلاً من سقوط نظام ولاية الفقيه كما كان ينتظر شيوخ الطائفية والنفط، أخذت أنظمتنا الاستبدادية بالتداعي والانهيار من تونس إلى الخليج، في حين لاتزال ايران تزداد قوةً في تثبيت نظامها داخلياً وتوسيع هيمنتها إقليمياً. لذلك لم يعد يكفي ذلك الخطاب الذي يجعل العرفان الشيعي جزءاً من باطنية وغلو وما إلى ذلك مما يصفه بعضهم بحق بــ”الاستهلاك الذاتي”. عبداللطيف الحرز: شاعر وناقد من العراق . نُشر له مشاركات وإصدرات في مجلات فكرية متعددة، منها: قضايا معاصرة، الوعي المعاصر، ودراسات عراقية.