هكذا كانت ووهان

$ 10.00

الفئة:
القياس 14-21 × 14 × 21 cm
ISBN

الكاتب

التاريخ

الطبعة

الغلاف

عدد الصفحات

لم أكن أعلم كم سيطول ليل 22 كانون الثاني/يناير. لم أتوقع أن تستمر هذه ‏الليلة 67 ليلة متواصلة، وأن يكون خروجي من المنزل بشكل طبيعي، ‏مؤجلاً لكل هذا الوقت، على الرغم من أنني كنت مستعداً لهذه التضحية.‏
منذ أسبوع، كنت أتوجه يومياً إلى مدخل السكن حيث أنا، لأسأل إن كان ‏مسموحاً لي بالخروج، وكان الجواب يأتي: «ليس بعد».‏
اليوم، كان الجواب الذي طال انتظاره. قال لي مع ضحكة لم أرها على ‏وجهه المتعب من قبل «لقد حل الربيع». وكأن ذلك المتطوع ناضل 67 ‏يوماً فقط، ليكون له شرف النطق بهذه الجملة.‏
اليوم بدأ الربيع في ووهان. اليوم ستنتهي أطول ليلة في حياتي. ليلة ‏أضاءت سماءها ملايين النجوم. منهم من لم يستطع الانتظار ليسمع تلك ‏الكلمات الثلاث، فقرر البقاء نجمة ستضيء سماء ووهان لأجيال ‏وأجيال. ومنهم من لم ينم طوال ٦٧ يوماً، ليحول عتمتنا نوراً، فكان ‏مثالاً للمقاتل في المجال الطبي واللوجستي والعلمي… ملايين أخرى، ‏التزمت منازلها، صمدت، صبرت، قاتلت اللامرئي، فسطرت بذلك ‏ملحمة لم يكن ليتخيلها الصينيون القدامى حتى في أساطيرهم.‏
اليوم، أخاف على شعوب تحكمها وحوش تقدس المال لا الإنسان. لذا ‏سيكون إعلان النصر النهائي على الفيروس مؤجلاً، إلى أن يحل الربيع ‏في كل البلاد.‏
هذا هو الأمل الذي لا أريد أبداً أن أشفى منه.‏