لقد تم من خلال هذه الدراسة الموسومة «بدور المحكمة الجنائية الدولية في التصدي لجيوش الظل» – جيوش الظل الاسم الرمز للمُرتزقة الوقوف على ماهية المُرتزقة وأنشطتهم وبؤر الصراع القائمة أو المفتعلة. وتبيَّن بأن للمرتزقة  تاريخًا ممتدًا ما قبل الميلاد إلى حاضرنا. أفرز وجودهم عدة عوامل في ظهورها الأول اقتصادي والآخر سياسي، وتبقى العوامل الباطنة رهن الزمن والحاجة. حتى أصبح المُرتزقة جزءًا من صناعة الموت التي تديرهم شركات أمنية عسكرية تملكها دول نافذة لا يمكن أن تمس طالما كانت هي المشرع الذي يسن القوانين ويمررها أو يتحفظ عليها. وتبيَّن كذلك من خلال الدراسة بأن الارتزاق كمنظومة ظلت منفلتة من أي تنظيم قانوني يتتبعها. وبإنشاء المحكمة الجنائية الدولية وتحديد اختصاصها بأربع جرائم عدت الأكثر خطورة على الأمن والسلم الدوليين. فإن الارتزاق لم يُشمل في أي منها. وحتى عندما أدرجت الممارسة من ضمن جرائم العدوان، فإن جريمة العدوان نفسها صعُب على المعنيين تعريفها وبوتقتها في صيغة قانونية مُحكمة حيث تم إرجاء ذلك لأسباب غير بادية للعيان.