ابعاد التنمية والعولمة المستبدة
$ 12.00
اعتمدتُ وأعتمد أسلوب التفكير الإيجابي، والتفاؤل المستمر، والتغاضي عن الجوانب السلبية، والتلاقي على قاعدة العقلانية والحوار. هذا الأسلوب سعيت له، وناضلت في سبيله، خلال السنين الطويلة، وقد يكون ذلك من أسباب استمرار «مؤسسة عامل»، كمؤسسة مدنية قضيّتها الدائمة الإنسان وإنسانيته، بعيدًا عن الارتهان أو الابتزاز.
وبعد انعكاسات مشاريع التنمية والعولمة على شعوب الدول النامية، تهميشًا لفئات واسعة من المجتمع، وتراجعًا لدور الدولة الاجتماعي، أرى أن منظمات المجتمع المدني لها دور أساسي في بناء المواطن– الإنسان ورفض تنفيذ أجندات لمصلحة الخارج، وهي مطالبة بالمشاركة في مواجهة واقعنا المرير، والتفاعل مع ما يجري داخل الوطن العربي وخارجه خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والمساهمة في تكوين المواطن المشارك بفعالية في المجتمع، لا المحتمي بمتاريس الطوائف.
لا بد من إعطاء الأولوية لحل المشكلات الاجتماعية الكبيرة، لاسيما التفاوتات الأساسية بين الفقراء والأغنياء، بين المدينة والريف، بين الرجل والمرأة، ومعالجة مشكلات الشباب، ضمن خطة متكاملة يشارك فيها ممثلو المجتمع المدني مع الحكومة والقطاع الخاص، ومواءمة عملية التحرر الوطني مع الكرامة الإنسانية، على قاعدة مشاركة الجميع في إدارة العملية التنموية، وتمكين الناس من التمتع بحقوقهم، عبر عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمجتمع، وعولمة النضالات الاجتماعية في مواجهة العولمة الاقتصادية المستبدة.