العهد السري للدعوة العباسية
$ 10.00
هو أَحمد سُهيل عُلَبي، كاتب لبنانيّ، متحدّر من عائلة دمشقيّة استوطنت بيروت عام 1900؛ وكان مولده في الأَوّل من حَزِيران 1936. وقد نالت العائلة الهُوِيّة اللبنانيّة عام 1924، إبّان الانتداب الفرنسيّ ونشأة لبنان الكبير. كتب عدداً وافراً من الأَبحاث العلميّة الأكاديميّة ومن المقالات، في الأدب والفنّ والنقد والتاريخ؛ وذلك في المجلاّت الصادرة في بيروت والوطن العربيّ. كان من اهتماماته الأُولى التي تابعها بعدئذ، اهتمامه بثورة الزَّنْج في العصر العبّاسيّ؛ وهذه الثورة الاجتماعيّة، برغم ما خالطها من عنفٍ وتدمير من الطرفين المتقاتلَيْن: الخلافة والعبيد، هي صفحة من المطالبة بالعدالة الاجتماعيّة وبالخبز والحريّة؛ كما ينبغي أن نعترف جِهاراً، من غير دفاعٍ أَهوجَ عن المؤسّسة الرسميّة. وهكذا كان له، في هذا الميدان الاجتماعيّ الاقتصاديّ، الذي اقتحمه باكراً في حقل الدراسات الإسلاميّة، كتابان: “ثورة الزَّنْج، وقائدها عليّ بن محمّد” (1961)، و”ثورة العبيد في الإسلام” (1985)؛ كما أنّ كتابه “الإسلام والمنهج التاريخيّ” (1975) يشتمل على ثلاثة فصولٍ حول هذه الثورة الداوية. ينشر في الصِّحافة اللبنانيّة المقالات الأدبيّة الجمّة؛ ولقد كانت له، وما زالت، زوايا أدبيّة حملت غيرَ آسمٍ: أَفكار هادئة، أَصداف على الشاطىء، حِبْر، نافذة على البحر، هذه الدنيا، الأَيّام، ابتسامة، مشاغلُ شتّى… ويتجلّى أسلوبه الأدبيّ وروحه الكتابيّة من خلال ممارسته المقالة الأدبيّة، هذا الفنّ الذي كان رائجاً لدى جيل طه حُسَين والعقّاد والمازني، ويكاد يختفي في زمننا. وله في الحقل الأدبيّ: “تحت وِسادتي، مقالات واعترافات وذكريات” (1986)، “في حنايا الوطن الملهَم، نُزُهات وحكايات” (2001)؛ كما صدر له كتاب “يوميّات مجنون ليلى” (2003)، وهو معالجة عصريّة للسيرة الغراميّة الشهيرة؛ كذلك صدر له مؤخّراً “بالأحضان يا بلدنا” (2009). وكان احتفاله بطه حُسَين كبيراً، فعميد الأدب العربيّ هو صاحب “السهل الممتنِع” الجديد في الأدب العربيّ الحديث؛ وهذا الأسلوب الجميل بوّأه، بِلا ريب، مكانة فريدة بين مجايليه الكبار. وبرغم كرور السنين فإنّ طه حسين ما فتىء حاضراً على نحو مضيء، وذلك لأنّ إبداعه الأدبيّ باقِ ومتميّز؛ كما أنّ الأسئلة التي طرحها ضدَّ التخلّف الفكريّ والاجتماعيّ ما زلنا نعاود طرحها. وقد نشر الكاتب مجلّداً عُنْوانه: “طه حُسَين، رجل وفكر وعصر” (1985). وهي دراسة بانوراميّة شاملةٌ المرحلةَ (1889-1919) من حياة العميد وعطائه. كما أصدر كتاباً ثانياً: “طه حُسَين، سيرةُ مكافحٍ عنيد” (1990).