حدود المعرفة
$ 6.00
إذا أخذنا بعين الاعتبار رأي أرسطو بأن مبدأ عدم التناقض هو المبدأ الأول والأساس في المنطق، بل وشرط مجرد إمكانية المعرفة ومجرد إمكانية التلفظ، وأن المنطق عنده هو آلة للإنتاج المعرفي اليقيني بما يتعلق بالواقع وما هو في حقيقة الأمر موجود، يكون هذا المبدأ بحد ذاته، ضمن البنيان المنطقي الذي هو أساسه، ما يعيق إمكانية المعرفة، معرفة ما هو في حقيقة الأمر موجود، ناهيك عن إمكانية التيقن منها. ومن يرى غير ذلك، عليه أن يتنازل عن المنطق كآلة معرفية، كآلة للإنتاج المعرفي اليقيني بما يتعلق بالواقع وما هو في حقيقة الأمر موجود، أي وبكلمات أخرى، عليه أن يُخلي المنطق من الوظيفة التي هو من أجلها موجود، وأن يبدأ بالتعامل معه كآلة ليست معرفية، ليس هدفها معرفة ما هو موجود.