القياس | 23-15 cm |
---|---|
ISBN | |
الكاتب | |
التاريخ | |
الطبعة | |
الغلاف | |
عدد الصفحات |
خفايا
$ 13.00
… وجهي الآن، المركون خلف غابة الشّعر، اكتسب ملامحه من أنفاس العمّال والفلّاحين وعموم المساكين، من قبطانِ سفينة، ولوعةِ بحّار يكافح من أجل الوصول إلى الشاطئ الآخر، وجنديّ سهر على الحدود والشَّوارع والقرى والمدائن، من حرف طار من فم عاقل وحطّ في أعماق عيني، عرّفني بأسرار الوجع والقلوب والعقول والأعراف والآلام والأفراح، ومشانق العبيد، وأسراب القوافل الماضية إلى تحرير الرّقاب من طمع سحبان الرشّي وأمثاله.. أنا القارئ حتى الثمالة، والعاشق حتى انبلاج فجر، والغريب الباحث عن ضوء، تعلّمت كيف أكون تلميذاً حتى الرمق الأخير من حياتي، وصيّاداً يحسن اختيار طرائده الوحشيّة..
أنا يا محمود: من أبحر عبر الماء الأسود والهواء الملوّث بغبار الرذيلة، والغابات والسهول التي أُحرقت فيها أدعية المساكين.. لأصل إلى حفنة ضوء، أضمّها إلى صدري، أُدخلها إلى قلبي، أضعها في مكانها الصحيح، أوزّعها على الناس، أحرّر بها الإنسان من الرذائل.. أنا المسافة بين الابتداء والانتهاء.. ابنك الآن كذلك، دَلَلْتُه على الطريق، وبندقيته تنتظر في المفارق، ترصد الأعداء… ذخيرتها المحبّة والحرية والوفاء لقدسية الكلمات..
د.سالم معروف المعوش، من مواليد برجا ـ لبنان.
- عمل مدرساً في العديد من المدارس الرسمية والخاصة والجامعات في لبنان والدول العربية.
- شارك في العديد من المؤتمرات والندوات في لبنان والخارج.
- له العديد من المؤلفات في قضايا الثقافة واللغة والسياسة صادرة في لبنان والدول العربية.