القياس | 21-14 cm |
---|---|
ISBN | |
الكاتب | |
التاريخ | |
الطبعة | |
الغلاف | |
عدد الصفحات |
معرض مؤجل
$ 13.00
إذا كان الناقد الفرنسي، الروماني الأصل، لوسيان غولدمان رأى أنّ على الرواية أن تكون سيرة وتاريخاً اجتماعياً في آن، فإنّ هذه الرواية تنجز هذه الضرورة وتتجاوزها في الوقت نفسه، وتعبّر سمة التجاوز عن نفسها من خلال تقنية تعدّد الأصوات، من السارد إلى المدير إلى المنضّد، وبين هؤلاء الثلاثة صوتُ التاريخ، تاريخ سورية عموماً، وتاريخ دمشق خصوصاً، الذي يجهر بنفسه من خلال ما اصطلح المؤلف عليه بمرآة النصّ.
هذه الرواية سيرة فرد كما هي سيرة مجتمع، وعبر السيرتين معاً نتعرّف إلى عالَم يترجّح بين الواقعيّ المستغرق في انتمائه إلى الحقيقة، والتخييلي المتحرّر من قيود الواقع والباحث في آن عن واقع بديل، واقع ينتصر للإبداع، الفنّ التشكيلي في الرواية، ليس بوصفه محاولة لبلوغ عالَم المُثل فحسب، بل، أيضاً، بوصفه، مثالاً للطهر والصفاء والنقاء في مواجهة الأفكار والأيديولوجيات والعقائد السياسية المؤرّقة بالتغيير من دون أن يكون لها رصيد سوى ما يمكّنها من البقاء على قيد الحياة.
ومهما يكن صحيحاً أنّ الرواية، أيّ رواية، لا يمكن أن تكون وثيقة عن هذا المجتمع أو ذاك، أو هذه المرحلة أو تلك، فثمّة بين تضاعيف السرد في هذه الرواية زادٌ معرفيّ ثريّ عن مجتمع دمشق في العقود الأربعة الأخيرة من القرن الفائت، وعلى نحو يمكن التعرّف معه إلى هذا المجتمع، وفي تلك المرحلة من تاريخه، كما لو أنّ الرواية بحث سوسيولوجي وقد تقنّع بالفنّ الروائي، أو هذا الفنّ وقد استثمر على نحو باهر معطيات ذلك البحث.
في هذه الرواية، الجزء الأول من ثلاثية، عطرٌ دمشقيّ ينسكب على الورق، ويعاند هسيس الموت الذي يهدّد دمشق القديمة بالضياع.