القياس | 2114 cm |
---|---|
ISBN | |
الكاتب | |
الطبعة | |
عدد الصفحات | |
الغلاف | |
التاريخ |
نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة
$ 5.00
..والذي يجب أن نفهمه ونعيــــه أن الواقع الموضوعي للأدب والفن الإسرائيليين لا يقوم كله على أسس دعائية، ولا يقوم كله للمرة الثانية على أساس السلعة التي تصنع خصوصــاً للتصدير الخارجي، وبالتالي فالنظرة الأحادية للأدب الإسرائيلي إلى الرواية والقصة والقصيدة واللوحة والفيلم لا يمكن أن يتمخض عنهـــا إلا تلك الجرذان أو القطط- في أحسن الأحوال- التي تدب فوق أرفف مكتبات المثقفين العرب. فالأدب الإسرائيلي في صلب تكوينه، يهدف أول ما يهدف إلى إعطاء المحارب الإسرائيلي ذلك الإحساس بالارتباط «بالوطن»، بعد مئات السنين من التشريد… وأسوار الغيتو. والأدب الإسرائيلي في صلب تكوينه يهدف إلى إعطاء المحارب الإسرائيلي تلك الفرحة الروحية التي يحس بها الإنسان – الذي كان منتمياً إلى أرض أو جنسـية أو لغـة عبـر الدهور – ثم أصبح ذلك المنتمي إلى أرض وجنسية ولغة… والأدب الإسرائيلي يتجه أول ما يتجه إلى تقديم أدب وفن لمجتمع إسرائيلي، كان أناسه يرتبطون تاريخيـــاً ونفسياً بآداب وفنون المجتمعات المختلفة التي عاشوا فيها عبر القرون… ولأول مرة يصبح لهم أدب خاص بهم… أدب يطفح فوق جلد الأرض التي أصبحت بقانون الاغتصاب والعدوان – تلك الخريطة السياسية – التي غرسوا فوقها سناكي بنادقهم وصاحوا من فوق أبراج الدبابات: هذه أرضنا…! هذا هو الجيل الثالث الذي تتجه إليه القصة والرواية الإسرائيلية المعاصرة الآن، وهي وإن كانت تضع في خلفيته الأيديولوجية دائماً حجرة الغاز والمذابح الفردية والجماعية والصلبان المعقوفة، وهي وإن كانت للمرة الثانية تحقنه بالمصل الواقي ضد وباء الهسكلاه في شكلها القديم لها والذي قدمه أول ما قدمه (موسى مندلسون) الفيلسوف الطليعي لحركة الهسكلاه أو (حركة التنوير اليهودية) الذي وقف ضد القوقعة الدينية لليهود وضد جدران الزنازين الغليظة التي أقاموها بينهم وبين المجتمعات التي يعيشون فيها، وانعزالهم الرهيب داخل أسوار الغيتو اليهودي.