إن متابعتنا لاستراتيجية مفهوم الهوية في الحقول الدلالية، كشف لنا أن الهوية من المفاهيم التي اكتسبت خصوصية متميزة في مسار البحث الإنساني باعتبارها تعبر عن ماهية الكينونة الإنسانية في ترحالها الدائم وهي تتقصى كل إنجازاته الثقافية والاتيقية، بما أن اللغة هي الواسطة التي تصل الفرد بالمجموعة من خلال تفعيل آليات رمزية تكون بمثابة القواعد التي تمثل نمط وجودهم، حاول هابرماس كفيلسوف معاصر أن يشتغل على براديغم اللغة كأفق جديد يفتح من خلاله مسألة تعد من المسائل الراهنة التي أرقت الفكر الإنساني وأعني تحديداً مسألة الهوية التي اكتست مع هابرماس بعداً تداوليا سيحاول من خلال هذا الفضاء الرمزي. الهوية الكونية تحتكم إلى الحجة البرهانية بحكم التفاهم المشترك بين الذوات المتفاعلة وهي تخضع لتواصل عقلاني، والتواصل هو كيفية وجود يسعى من خلالها هابرماس إرساء التفاهم بين ذوات يشتركون في المكان ويسعون للانسجام في ما بينهم عبر ايتيقا الحوار كأفق جديد تحاول الفلسفة الألمانية من جهتها أن ترسخ هويتها السياسية على أساس “مبادئ مدنية كونية من منطلق فلسفة الأنوار بما أنّ القوميات التقليدية لم تسمح بالطرح العمومي الكفيل بإنسانية مشتركة بل بقيت سجينة “منظوريه النقد الذاتي”. الناصر عبد اللاوي استاذ الفلسفة في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية- تونس. عضو في الرابطة العربية الأكاديمية للفلسفة.
