القياس | 195013.50 cm |
---|---|
ISBN | |
الكاتب | |
الطبعة | |
عدد الصفحات | |
الغلاف | |
التاريخ |
بدرية
$ 6.00
لا أعلم ما قصة بدرية معي بالضبط، وما علاقتها بصيرورة حياتي، قد يكون الأمر متعلقاً بحولي، هذا المكان الساحر والفاتن، حولي مهد الطفولة والاكتشاف المدهش، وتفتق الوعي على الثقافة والشعر والموسيقى، حولي التي استضافت شجر السدر، وسيول المطر، وطيور الربيع السعيدة، وكل قصائد الحب التي بدأت من هناك. كان العام 1986م، وكنت مسؤولاً عن الصفحة الثقافية في مجلة العامل، التي يصدرها الاتحاد العام لعمال الكويت، وفي تلك الفترة بالذات، حل مجلس الأمة الكويتي، وعلق العمل بالدستور، ووجدت نفسي أصيغ ردة فعلي بطريقة غريبة، إذ بدأت بكتابة بدرية، وبدأت أنشرها على حلقات في مجلة العامل، لم أكن أعرف ماذا سأكتب في الحلقة القادمة، ولكن النوستالجيا كانت تتدفق كسيول مطر حولي، وكأني كنت أكتب سيرة غضبي، وألمي لفقد حولي، أو فقد الكويت لا فرق، كنت أرى الكويت طفلة يتيمة الأبوين، تخليا عنها عندما بدأت تتفتح، لكن الناس الطيبين، الذين كنت أرى نماذجهم في حولي احتضنوا بدرية، واعتبروا أنفسهم أهلها، كانت ابنتهم جميعاً، وخصوصاً العامل “فلاح”، وتلميذه الشاب “فهد”. ولدهشتي أن عمال النفط، كانوا يتهافتون على المجلة ليتابعوا حلقات بدرية، وقال لي أحدهم: “عندما تصل رزم مجلة العامل، كنا نتخاطفها، ونترك العمل في أبراج انتاج النفط، ونستند بظهورنا على الآلات، ونقرأ حلقة بدرية متمنين ألاّ تنتهي، ونشعر بانتماء غريب لها”، وكانوا يتصلون بي ليسألوا: “ماذا سيحدث لبدرية في الحلقة القادمة”، فأجيبهم: “خلوها مفاجأة”، رغم أني لم أكن وقتها أعرف ماذا سأكتب في الحلقة القادمة.