في مرايا حانة
$ 7.00
ولي دار لا أحد من أخوتي يعرف طريقها. مات أبي دون أن يعلم بوجودها ولو حدساً. ربما كانت أمي، وبالرغم من جهلها بطبيعة الدار، تدافع عن حقيقة وجودها وتبرر لهم استلقائي الطويل في باحتها. لا أحد من توائمي ذكوراً وإناثاً لاحظ انسحابي الحزين إلى رحم داري. أطفالي يعرفون أن لي داراً أخرى ويتقاسمون معي إغفال الإشارة إليها. لكني حين أزعم التمسك بقيلولتي لا أريد أكثر من العودة إلى رحمها، إلى دار الماء . أجهل جهتها بالطبع وسأتلكأ حتماً عن تعيينها على الخرائط. لكنها هناك وحين أكون فيها أكون في بيتي. قد أخسر الجولات هنا، في بيوت التراب، أما هناك فليس للخسارة وجود. حسن ناصر، مواليد جنوب العراق، يعيش في المغترب منذ عام 1994. • ترجم كتاب الرحالة ويلفرد ثيسجر (عرب الأهوار) وصدر عن دار الشؤون الثقافية في بغداد 2005. • يعمل مترجماً محلفاً (بين الانجليزية والعربية) وعضو نقابة المترجمين الأسترالية (NAATI) منذ عام 2000. • حصل على درجة الماجستير في الترجمة واللسانيات من جامعة غرب سيدني UWS 2006. • صدر له: قلعة محمد الباب (رواية)، دار الكنوز الأدبية، 1993.