في “هناك..هنا..وأنا” تمتلك ليلى كوركيس قوة كاشفة انبثقت من رؤية سرية أقل ما تطمح إليه صور الإبقاء على الصراع حية!.. صراع ما بين الظلمة والنور. قصائدها في هذه المجموعة الجديدة إنارة للذات بموقد لخلق مهارة في الكشف والتنقيب. سياق محدود التناول اختارته ليلى ممارسة وتجربة في النقد التأويلي فارتقت بمتن قصائدها بتفسيرات وتنظيرات وصولاً لمجاورة خلاقة بين جمرة القصيدة وأصابع تناولها وتوظيف ممارسة “المحرم” و”المقصي” وإدخالهما مذهباً فنيا ً في التشكيل الشعري ولوحة القصيدة!.. * * * يبدو أن ثمة صرخة وراء هذه القصائد الجميلة الرافضة لنزعة الخنوع الأبدي ودعوة للإرتقاء بكيان المرأة وجسدها.. وبهذا استطاعت ليلى كوركيس أن تسجل حضوراً متميزاً مقتحمةً بوابات الإبداع الذكوري وهي محاولة جادة وجريئة لعودة رقي الأدب الأنثوي. ليلى كوركيس ارتقت بثقافة المرأة وقصيدة الأنثى المتوقدة كياناً، وطنا ً وإلهاما ً. وارتقت بـ”هناك.. هنا.. وأنا” و.. بلغت قصيدتها سن الرشد!..
