القياس | 195-13.5 cm |
---|---|
ISBN | |
الكاتب | |
التاريخ | |
الطبعة | |
الغلاف | |
عدد الصفحات |
وبعد…
$ 5.00
وبعد…
الشعرُ هو لغةُ الحياة، نبضُ الوجدانِ الباحث عن سرِّ الوجود، سعيٌ متلهّفٌ لإدراك المعنى.
إنه التأمل للذات بغية تجاوز الذات، وهو الأنا الساعية في طِلاب الآخر تغزوه، بل هو استعادة الأحاسيس الأولى، وإرهاصات النفس وتجلياتها، يتمكن الشاعر، وهو يفعل، من القبض على ماهيّته الأصيلة، مظهراً لنا مخبوءه السحريّ، يتوالدُ بين يديه قصيدة!
ﻫﺫا هو حال غنوة الشاعرة، في ديوانها الجديد «وبعد»، تطربنا نغميتها الشعرية بقاموسها اللغويّ البسيط، قاموس مفرداتنا التي ألفناها في حياتنا اليومية، إلا أنَّ الشاعرة تتقن توليد دهشتنا بالترابطات التي تنشئها بين العناصر اللغوية، وبين العلاقة الدَّمجية تنشئها بين ﺫاتها المتعبة التي تحاور الآخر، سواء كان ﻫﺫا الآخر إنساناً تحبه: أهلاً، ابناً، أماً، أو الآخر القاتل المتجبّر المتجاهل محدودية قدرته أمام عظمة الإله.
لذلك نفهم ثورتها العاصفة، التي تريد لها أن تهدم، وأن تنتقل من خارجٍ إلى داخلٍ، لتهزَّ كيانها، وتعصف بالإنسان الكامن بين جنباتها، ليقول، ويسبب الحراك. فإنسان غنوة مواطن متعب في وطنه، تائهٌ في غربته لأنه ابن الأرض التي تسكن بين جنباته، ترى التشوهات وتسعى إلى الخلاص. إنسانها أمّ تمارس فعلَ أمومتها بعذوبة متناهية، مستدعيةً أمومةً أكثر عذوبة غابت عنها، وهي دائمة الحنين إليها، متدفقة الاشتياق.
غنوة الشاعرة، كما عوَدتنا في شعرها، منسابة رقيقة شفيفة في عفويتها، وفي انتشال الإنسان-الشاعر الثابت في أعماقها، ينتفض بين الفينة والأخرى، متأوَهاً مُصدراً، في يقظته، رقيق الشعر وجميل الأحلام.
الروائية هدى عيد