– ما هو سر تحمّس قراء المشرق العربي لسارتر طوال ما يقرب من ربع قرن؟
– كيف تعامل هؤلاء مع وجوديته الملحدة وهم يعيشون في مهد الديانات؟
– ما هي الاعتبارات التي جعلت الراحل سهيل إدريس، صاحب الـفكر القومي العربي التحرري، شغوفاً به ومتجنداً لنشر أعماله طوال عشرات السنين؟
أسئلة وغيرها تستدعي بحوثاً من بينها هذه الدراسة التي تبدأ بتمهيد يلخص أهم مراحل الفكر السارتري ليتضح في الفصل الأول أنَّ ما أعجب المثقفين العرب به، ابتداءً من خمسينيات القرن الماضي، هو بخاصة إعلاؤه لفلسفة الحرية والمسؤولية ومناهضته للاستعمار وللرجعية. وإذ اعتقد هؤلاء حينذاك أنَّ منظومته الفكرية هي أفضل ما يلائم تأزم الظروف العامة التي كانت الأمة العربية تعانيها، لاسيما بعد نكسة 1948، فقد سارعوا، في حركة شبه جماعية، إلى تقديمها لقرائهم ترجمة ودراسة وتعليقاً. وكان من أبرز الوسطاء الذين تخصصوا في استيرادها هو الراحل سهيل إدريس الذي يثبت هذا البحث تأثره بسارتر.