هذا الكتاب هو واحد من سلسلة أخذ رفاق للشهيد الكبير جورج حاوي على عاتقهم إعدادها وإصدارها تخليداً لذكرى هذا القائد الوطني الكبير. فجورج حاوي قام، في حياته الغنية، بدور بارز، وهام، في أحداث معروفة في الأوساط الدولية ذات الاهتمام بالقضايا العربية. لقد ترك جورج حاوي كماً هائلاً من الدراسات، والمقالات، والتصريحات، والتقارير السياسية، والمحاضرات، والخطب، المنتشرة في أماكن عديدة: في محفوظات الحزب الشيوعي، وفي عشرات المجلات والجرائد، وفي تسجيلات ورسائل الإعلام المرئي والمسموع، في لبنان، وفي البلدان العربية. إلا أنه، للأسف الشديد، لم يهتم بجمع إنتاجه الفكري والسياسي، البالغ الثراء، ولا دوّن يوميات أو كتب مذكرات، باستثناء ما قاله رداً على أسئلة غسان شربل ونشر، على أعداد، في مجلة «الوسط» في أواسط التسعينات. ثم أعيد نشره في كتاب بعنوان: «جورج حاوي يتذكر» الذي قدّم له غسان تويني ونشرته دار «النهار»، وأحاديث أدلى بها جورج رداً على أسئلة طانيوس دعيبس، كجزء من مشروع سيرة لم يكتمل. والنص الذي سجله طانيوس لم يراجعه جورج ولم يدققه. وفي الكتاب موضوع كلامنا يتضمن هذا النص، ويتضمن أيضاً عدداً من المقالات والرسائل التي كتبها جورج حاوي في الفترة الممتدة من عام 1959 إلى عام 1967، وهي الفترة الأخيرة من حديث جورج إلى طانيوس دعيبس. يرتدي هذا الكتاب أهمية خاصة لأنه يرسم، عن لسان جورج حاوي نفسه، ومن خلال المقالات والرسائل التي كتبها، في هذه المدة الزمنية، الصورة الحقيقية لتكون هذه الشخصية الفذّة في تاريخ الحزب الشيوعي، وتاريخ الحركة الوطنية، وحركة التحرر العربية، وتاريخ لبنان
