-
علم الاجتماع وتجاوز النظرية الكبرى
علم الاجتماع وتجاوز النظرية الكبرى هو محاولة لكشف غموض التبعية والتقليد غير المحدودين للفكر الغربي من خلال توضيح الإمكانات والقدرات المحلية، فإذا كانت النظرية قضايا متسقة، فكيف تكون غير متصلة بالمعيش والواقع الاجتماعيين؟ فمن هنا نجد ضرورة تفعيل الإمكانات المحلية بصدد إنتاج فكر
متصل بواقع المجتمعات المحلية، وفي المقابل إن استبعاد الطاقات البشرية هو أخطر بكثير من سلب الموارد المادية، كون هذه الطاقات تكون مهمتها تفعيل الاستخدام الأمثل لتلك الموارد. تالياً، فالفكر بحاجة إلى الحرية حتى يتمكن من مقاربة مشكلات الواقع ومحاولة وضع نظريات متوافقة مع تطلعات الأجيال ومستقبل بناء الدولة.
لعل في المدى المنظور نشهد بداية تمظهر منحى فكري استقلالي يهدف إلى توليف منطلقات نظرية تتسم بالوطنية، الأمر الذي يسهم في تعزيز إنتاج المعرفة على المستوى المحلي، لما لذلك من أهمية في تنمية المخزون المعرفي للجامعات الوطنية التي من المفترض أن تلعب دوراً رائداً في بناء المجتمع وصيانته واستدامة حضوره في كل الميادين.