-
الاستبداد المستدام – هيمنة طوائف ونظام
منذ أكثر من أربعة آلاف سنة إلى اليوم، لم يتمكّن سكّان الأقطار العربية من فصل الدين عن الدولة. وبعد أن تحوّلت الأديان إلى طوائف ومذاهب، راح أسيادها من سياسيين ورجال دين، يتسابقون على اكتساب رضى وودّ صاحب السلطة، ممّا يمكّنهم من الهيمنة على البلاد والعباد، ويشرّع أمامهم أبواب الاستفادة من كل صغيرة وكبيرة. وما من هيمنة سياسيّة وماليّة، إلّا يرافقها فساد لا يمكن إيقافه. فساد يتفاقم ويتشعّب إلى أن يعمّ مرافق الدولة كافة. وتغطية لما هي عليه الأحوال، تروح أبواق أتباع الأسياد تصمّ الآذان بخطابات حول مصلحة الوطن والطوائف والمعتقدات وما إلى ذلك، خطابات ما هي إلّا كلام بكلام.
في لبنان، يعاني المواطنون الأمرّين من الطائفية السياسية التي تتحكّم بالدولة منذ الاستقلال وحتّى اليوم. وإذا استمرّ العمل بموجبها، فمن المرجّح أن لا يكون مستقبل بلادنا كما نشتهي ونحب.