تبدو المسافة هائلة بين الدوائر المغلقة التي تُصنع فيها السياسات في المنطقة العربية وبين مَواطن تلقّي وتنفيذ هذه السياسات والعيش ضمن تأثيراتها. ويغيب عن المكتبة العربية وعن التحليل والنقاش العام فهم ما يحصل بين هذين العالمين المتباعدين وإدراك الجسور التي تمتد بينهما. تبقى عملية صناعة السياسات في العالم العربي في الأغلب معقدة وسياسية بامتياز لكنها أيضاً مرتبطة بمساعي الناشطية المدنية والتحركات المناصرة والعمل الحقوقي والمؤسساتي الجماعي والفردي في بعض الأحيان. بعض هذه المساعي مباغت وجارف وبعضه يمتد عبر السنوات ليؤثر ببطء وهدوء. يحاول هذا الكتاب استخلاص الرؤى حول اختلاف الأدوات والظروف التي تتمكن فيها الناشطية المدنية من اختراق حيّز صنع القرار السياساتي ورغم أنه يحاول أن يجيب على أسئلة تضخمت في النقاش العربي لكنه يحاول أن يثير المزيد من الأسئلة حول تعقيدات صنع السياسة وتمكُّن الناشطية المدنية وفعاليتها في أن تخترق دوائر القرار وتشكّله.

في تجربة أكاديمية بحثية فريدة، قام برنامج “الفاعلون في المجتمع المدني وصنع السياسات في العالم العربي” في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في بيروت بدراسة محاولات قام بها فاعلون/ات وناشطون/ات مدنيون/ات من أجل تغيير السياسات في المنطقة العربية. دراسة التأثير في صنع وتغيير وإبطال السياسات الاقتصادية، العمالية، البيئية، الاجتماعية، الحقوقية وتلك المتعلقة بالحريات وغيرها تطلبت منهجًا دقيقًا ومتابعةً متخصصةً على مدار سنوات عديدة أنتجت في المحصلة ما يفوق تسعين حالة دراسية. كتبت هذه الدراسات في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر والمغرب وتونس والعراق والسعودية والبحرين والكويت واليمن وخارجها ليُجمَع معظمها في هذين الجزئين. هذا الكتاب هو نتاج عمل تراكمي وجماعي ومتنوع من حيث الأسلوب والمواضيع والأفكار والرؤى… وفي حين تأخذنا كل دراسة من هذه الدراسات إلى عالم منفرد من التعقيدات، النجاحات والإخفاقات، تبقى تصوراتنا حول عملية التغيير مرتبطة بالضرورة بفهمنا لواقعنا السياسي وللأدوات التي تحكم المجتمعات وعلاقتها بالسلطة في بلادنا.

اللامتناهي في الكبر واللامتناهي في الصغر مفهومان شكّلا عقول ونفوس الناس منذ القدم ولا يزالان. هل لمدى الفضاء حدود؟ وهل لتقسيم مادة معينة حدود، وهل موت الإنسان هو نهاية الوجود؟ أسئلة فرضت نفسها على بني البشر منذ آلاف السنين، وكان من نتيجتها أن دخل مفهوم اللانهاية والمنتهى، من خلال العبور من المتناهي إلى منتهى اللامتناهي في طلب معتقدات الناس الدينية، متمثلاً ذلك بمفهوم الآلهة أو الإله الواحد والملائكة والشياطين، وفي طلب الرياضيات بحيث غدت الرياضيات “سمفونية حول اللانهاية”. وبما أنَّ كل ما في الكون رياضيات، وبما أنه من غير الممكن فهم قوانين عمل الطبيعة إلّا من خلال الرياضيات، فقد جاء عنوان هذا الكتاب على نحو اللانهاية جوهر الوجود.

العمارة ظاهرة اجتماعية إنسانية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمعظم جوانب حياة الفرد والمجتمع. وبما أن المجتمع في تغيّر مستمر، وبالأخص في مرجعيته السلوكية التي تتغير من عصر إلى آخر، فإن العمارة تتطور باستمرار لتلبية الاحتياجات والتحديات الجديدة. يتطرق هذا الكتاب إلى دراسة معايير التصميم في العمارة خلال الفترة الممتدة من الكلاسيكية إلى المعاصرة مروراً بالحداثة. لأجل ذلك، ومن خلال استخدام منهج تحليلي وصفي، تمَّ استعراض أهم الاتجاهات المعمارية التي ظهرت في تلك الفترة مع التركيز في دراسة كل اتجاه على إبراز وكشف العوامل التي أثّرت على التصميم وبالتالي على الذوق العام، وعلى عملية النقد أو التقييم المعماري.

الطفولة هي أهم مراحل الإنسان، نولد ونعيش خلالها طاهرين أنقياء، هي مرحلة اكتشاف دهشة الأشياء ومتعة وجودنا، تلك الحياة لا نعرف ما هو الماضي، ولا نأبه للمجهول الآتي، وذا تجاوزنا الطفولة نبدأ بفقد الحياة.

الطفولة هي الانطلاقة الأولى لذواتنا، وعندما يبدأ العمر بالأفول تظل هي وقود الاستمرار، هي أكسير العمر، لا حياة دون ذكريات الطفولة، التي تعاش لمرة واحدة وللأبد.

عندما نهرم أو نمرض أو يفقدنا الزمن متعة العيش، ونفقد معظم الأصحاب وبعض الأسنان، لن نجد طوق نجاة سوى ذكريات الطفولة السحرية.

كلنا نتمنى ألا نخرج من زاوية الطفولة وطاقتها الفاتنة.