لما اكتشف حوّاس بلذةٍ مشوبةٍ بالحيرة والإرتباك قصيدةً لجلال الدين الرومي، راح يصغي إليها بلذةٍ أكبرَ ما أن بلغ الى الأبيات الأجمل في ديوان شاعر النسك الأكبر. أغمض عينيه وراح يهمس مع الرجل بنغم أُحادي تام، الأبيات الأخيرة التي اطمأنت اليها روحه: “عاش رجل الله موفورَ الكرامة رجل الله محتجب يا شمس الدين قم، إبحث عن رجل الله، وجده بنفسك” الليبرالي الذي يتنازعه الإيمان والشبق، حوّاس عاشق الصلاة، النبي الذي ينهل من مناهل أخرى غير مباحة وغير مشروعة، فعنده ليس من لذةٍ غير مسموح بها. ممزقٌ ومتشعب ومركب يقاوم على طريقته كل الأصوليات في تلك الجزائر التي تنغرز في العتمة وفي الليل. في سعيهِ وراء الحقيقة، حاول أن يرفع زاوية النقاب الأسود. لحميد غرين عشرة أعمال ناجحة، منها : كظلال هاربة، وقائع إنتخاب ليس كالانتخابات، اختلس النهار قبل الليل.
