القياس | 21-14 cm |
---|---|
ISBN | |
الكاتب | |
التاريخ | |
الطبعة | |
الغلاف | |
عدد الصفحات |
ذاكرةُ كلّ… أنا!!!
سال مدادُكِ سوسن، ثائرًا مدرارًا، في ذاكرتكِ الأنا، روايةً، على موروثاتٍ مجتمعيّة، كم فعلت في الناسِ لا إنسانيّةً على حساب أسمى صفاتِ الله خلقًا: الحبّ.
في سردكِ أحداثًا من صميم الواقع، المُعاشُ في يوميّاتِ المرأة الشرقيّة، المعتادة نشوءًا على الرضوخ لذكوريّةٍ انطبعت في مبادئَ بائدة، تلوّنتْ طائفيّةً وتقاليدَ… وضعتِ الإصبعَ على مجتمعٍ مريض، يعاني التخلّفَ ويفخر به… مجتمعٌ يدوس الضعيف ليظهرَ قويًّا… بئسَ الجهل!!!
سوسن الرمّاح… تعاليتِ على جراحٍ منتصرةً، تجلّيتِ في روايتِكِ لكِ الغلبة في الخواتيم المرجوّة، كأنْ تهتفين: لا يصحّ إلاّ الصحيح!!
روايةٌ تُقرأ بشغفٍ، تنقلكَ إلى عالمٍ يدور حولكَ، كم يبدو في طبيعته البرّاقة بعيدًا عن كلّ غرابة، لكنّه يحمل في معاريجه ترّهات ومتاهات، أضاعتْ أعمارًا وزهقتْ أحلامًا… كان للمؤلّفة عميقُ انكشافها، بل معاينتها ومعايشتها احتكاكًا وتواصلاً…
تباركتِ سوسن، روايتُكِ أيقونةُ مشهديّةٍ ضوئيّة، وجّهتْ إلى دلالاتٍ ليس يدركها إلاّ المعانون، هؤلاء المدركون الخفايا، يتفلّتون!!!
الدكتور عماد فغالي
كتب ذات صلة
-
-
-
السلك النحاسي
هكذا عقد النضالُ سلكه النحاسي على جوهرة أخرى، في سردنا الآخر الطويل، فكتب رواية وترك لنا مهمة إنهائها. لقد كان يدرك أن مهمة كل قارئ هي نفسها مهمة كل إنسان حقيقي يود أن يجد حلمه. لذلك كانت النهاية مفتوحة على الحياة وعلى الاحتمالات التي لا تنتهي. وبالنسبة إليه فالنهاية بداية السرد حيث مضى شهيداً لا يعترف بموت الفكرة التي من أجله يحيا ومن أجلها يكتب.
وهنا بالذات تحضر المرأة ككينونة تحمل رسائل عميقة في فكرة حريتها الشبيهة تقريباً بحرية الأرض. ولكنها هنا غادرت عوالم السياسة دون أن تفقد ارتباطها بالفكرة والقضية، وها هي تتعدد في شخصيات كثيرة حولها. شخصيات خبرها نضال من حوله، ودخل عميقاً إلى أسئلتها الخاصة، دون أن يتدخل باقتراح حلول، فأتت النهاية كاملة بنقصانها.
-
الثراء بلاء والفقر غنى
…. لم يكن أصهب بن حاشد الثائر والد سيف، ولا والدته عذوب بنت بادي البيدر راضيين بأن يتوجه ابنهما سيف لتلقي العلم في دولة روسسكيا الاتحادية، وكان جلُّ اهتمامهما أن يلتحق ابنهما بإحدى الجامعات المشهورة في بلاد العم سام، لكن سيف أثبت لوالديه بأن العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية عموماً شبه متقاربة وإن اختلفت سياسة التعليم وأدواتها ومقرراتها ومستوى أساتذتها بين بلد وآخر.
هذه الأمور والمستويات التطبيقية جميعها كانت متوافرة في جامعة سانت بطرسبرغ التي التحق بها سيف ولمع بين طلابها في دراسة التقنيات الكهربائية، وجاء ترتيبه الخامس بين العشرة الأوائل في سنة التخرج.
-
-
قبل الموت… ما بعد الحياة
بعد أن ظننتُ أن ستارة الفصل الأخير من حياتي قد أُسدلت، اكتشفت أنني قد مُنحتُ وقتاً مستقطعاً لأكتب عن تسونامي الأسئلة المتهافتة حول ماهية حياتي، وإذا أردت، ومن دون تحفظ أن أصفها، فهي قد راوحت بين الخسارات المريرة وغلبة الإحساس بالخذلان، خذلان الذات قبل خذلان الآخرين، وسيطرة الشك وعدم اليقين، فتكالبت عليَّ خلالها التحديات الجنونية. إلا أنني في حقيقة الأمر أقر أنني استغرقت في الحياة إلى حد الاقتراب من الموت، ليتضح لي لاحقاً أن الحياة والموت كانا صنوين يترافقان معي على الدرب ذاته وكانا يتصارعان ليرفع أحدهما راية النصر مهللاً عند خط النهاية، ويفرض على الآخر رفع راية الاستسلام. هذه الرواية ليست سيرة ذاتية ولا شريطاً تسجيلياً بل كانت محاولة للكتابة وتحولت إلى حوار مع الذات للنفاذ إلى مكنونات كان تم دفنها عميقاً في محاولة فاشلة لجعلها منسية تماماً. وصدف أنني كنتُ بدأت الكتابة في زمن العزلة التي فرضها اجتياح الكورونا للكوكب لأكتشف أننا كنا بحاجة، ومنذ زمن طويل لصفعة من مثل هذا الوباء لكسب فسحة من الوقت في محاولة لرأب جروح النفس وهو ما لم يكن متاحاً لولا التنقيب عميقاً في صندوق ذكريات الحياة لتتملّى به عيناي كما روحي القلقة، فكان العلاج في الكتابة، أو بمجرد المحاولة بحد ذاتها.
أكان الموت يقارعني؟ أم أنها الحياة؟ أم أن كليهما استفزا فيّ الرغبة في العيش …حتى الموت.