وتبقى الكلمات
$ 10.00
مهدي خليل مات جسداً، رحل ذاك الصوت الصارخ، والعينان المشعتان، رحل ذاك الوجه الحالم، وهدأت تلك الخطوات الواثقة واستراحت بعد أن عبّدت لنا الطريق. غادرتنا تفاصيلُ من مهدي، لم تعد بيننا، ولكن كل مهدي، روحه تحيا بيننا وتثمر. رحل ذاك الصوت ولكن كلماته لا تزال تصرخ، رحلت عيناه، ولكنّ فكره المنير والمشعّ يستمرّ ضوءاً لا يخفت… استراح ذاك الوجه، ولكن حلم مهدي بالوطن الحر والشعب السعيد لن يستريح. هو لم يختر العيش بل اختار حياةً من دون موت، اختار خلوداً خطّه بالحبر والعرق والطبشور. ذاك المناضل لم يسترح يوماً ولن يستريح… جسده هادئٌ هناك فوق تلك التلة، أما أفكاره فهي دوماً في قلب المعركة لا تهدأ، تصرخ فينا، تحثّنا على النهوض، على المثابرة والمضي قدماً، ترشدنا الى ذاك الدرب الذي، كل حبة تراب فيه، تحكي حكاية مناضل من رفاق مهدي خطا خطوات الخلود، وخطّ تاريخ حزبٍ عريق. مهدي خليل (1958- 2008) لم تكتفِ بالوقوف عند الضفاف، بل ذهبت بعيداً نحو الأعماق بحثاً عن الحقيقة، فكنت محراثاً بيد الفلاحين العاشقين للأرض، وقلماً بيد الطلاب في مسيرتهم نحو الشمس؛ كنت المعلم والمربّي لبناء أجيال وأجيال، عطرُها حبرُ الدَّفاتر، كنتَ القائد الشيوعيّ الذي يدركُ كيف يرسل الكلمات كما الطلقات في الاتّجاه الصحيح، كنت الأب والصديق، كنت رفيق الدَّرب والعمر، كنتَ، الكل يعرف من كنتَ ومن انتَ…