لعنة قايين 2 – حروب المياه من لبنان وسورية وحوض الأردن إلى العراق ومصر
$ 18.00
تقدم دار الفارابي الجزء الثاني من ثلاثية لعنة قايين لكمال ديب. وتعنى الثلاثية بحروب الغاز والماء والمناخ. وموضوع الجزء الأول هو حروب الغاز الطبيعي، والجزء الثاني هو عن حروب الماء. فإذا كان النفط والغاز قد حرّكا الاقتصاد العالمي المعاصر، فالماء، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، هو عصب الحياة الذي من دونه لا وجود للبشر. والحضارة هي وليدة الماء، بدأت أولاً على ضفاف النيل ودجلة والفرات قبل آلاف السنين.
المشكلة أنّ 70 بالمائة من أراضي الدول العربية هي صحارى، ونصيب المواطن فيها من الماء هو الأدنى في العالم، في حين أنّ قوى غير عربية (تركيا وإيران واسرائيل وإثيوبيا) هدّدت وتهدّد مياه أنهار النيل ودجلة والفرات وشط العرب والأردن والليطاني. ولذلك نعود في الجزء الثاني من لعنة قايين، لنعالج مشكلة العرب الثانية: حروب المياه منذ عام 1960 وخاصة منذ 1970 إلى اليوم.
في عام 1973، نقل الإعلام تصريحاً لهنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركية جاء فيه: «أنّنا سنجعل العرب يشربون بترولهم». وكان يردّ على تجروء العرب على استعمال سلاح النفط في الحرب العربية – الاسرائيلية الرابعة ذلك العام. فكما تولّت مصر وسورية المجهود الحربي، تزعمّت السعودية والجزائر الحظر النفطي ضد الدول الغربية الداعمة لاسرائيل. وكان الحظر ناجحاً أدّى إلى ارتفاع أسعار الطاقة لصالح العرب وولادة اقتصاد عالمي جديد زاد من قوة العالم الثالث أو ما يعرف اليوم بالجنوب العالمي Global South.
وكأنّ نبؤة كيسنجر قد تحققت، فقد وضعت أميركا يدها على الثروة البترولية العربية، كما وضع حلفاء أميركا من غير العرب يدَهُم على مصادر المياه، فأصيب العرب بلعنة قايين الثانية لأنّهم لم يتعاونوا من أجل مياههم وتهاونوا الوقوع ضحية القوى الخارجية. وثانياً، أنّهم لم يتبعوا خطط تنموية مخلصة وحقيقية تحفظ الأمن المائي والغذائي للمواطن. فكانت لعنة قايين 2 حول حروب المياه أشد إيلاماً من لعنة قايين 1 حول حروب الغاز الطبيعي.

