القياس | 21-14 cm |
---|---|
ISBN | |
الكاتب | |
التاريخ | |
الطبعة | |
الغلاف | |
عدد الصفحات |
…شدّها إلى صدره أكثر. استكان جسدها الصغير بين ذراعيه. التقط إيقاع نبضها المنتظم على صدره. فظنّ لثوانٍ قليلة أن نسمته هدأت. لكنها لم تلبث أن انقلبت فجأة إلى إعصار. تفلّتت من بين ذراعيه، ضربت صدره بقبضتي يديها، دفعته بعيداً عنها، وصرخت «لقد استعملتني تماماً، كما استعملتني ابنة رفعت الحاج. أنت ومنافسك وجهان لعملة واحدة.
«كلاكما أرادني حصان طروادة له».
***
«هذا الدرويش يكاد يفقدني عقلي، يُعَرّي أفكاري يقرأني بصوت مرتفع. وبوحشية مفرطة يسلبني كل مقومات الدفاع، دون أن يرفّ له جفن»…..
***
تُدني الجدّة رأس نسمة من أنفها، تسحب خصلة من شعرها، تتنفّسها بعمق وهي تقول:
«والله ولا أحلى من ريحة النسمة المحمّلة بعطر يافا».
تضحك الطفلة بزهو «يعني يا ستّي أنا نسمة يافا».
تفتح الجدّة ذراعيها على وسعهما، وتعانقها وهي تلملم من على خصلات شعرها زهر الياسمين العالق بها «أنت عطرها»…
كتب ذات صلة
-
قبل الموت… ما بعد الحياة
بعد أن ظننتُ أن ستارة الفصل الأخير من حياتي قد أُسدلت، اكتشفت أنني قد مُنحتُ وقتاً مستقطعاً لأكتب عن تسونامي الأسئلة المتهافتة حول ماهية حياتي، وإذا أردت، ومن دون تحفظ أن أصفها، فهي قد راوحت بين الخسارات المريرة وغلبة الإحساس بالخذلان، خذلان الذات قبل خذلان الآخرين، وسيطرة الشك وعدم اليقين، فتكالبت عليَّ خلالها التحديات الجنونية. إلا أنني في حقيقة الأمر أقر أنني استغرقت في الحياة إلى حد الاقتراب من الموت، ليتضح لي لاحقاً أن الحياة والموت كانا صنوين يترافقان معي على الدرب ذاته وكانا يتصارعان ليرفع أحدهما راية النصر مهللاً عند خط النهاية، ويفرض على الآخر رفع راية الاستسلام. هذه الرواية ليست سيرة ذاتية ولا شريطاً تسجيلياً بل كانت محاولة للكتابة وتحولت إلى حوار مع الذات للنفاذ إلى مكنونات كان تم دفنها عميقاً في محاولة فاشلة لجعلها منسية تماماً. وصدف أنني كنتُ بدأت الكتابة في زمن العزلة التي فرضها اجتياح الكورونا للكوكب لأكتشف أننا كنا بحاجة، ومنذ زمن طويل لصفعة من مثل هذا الوباء لكسب فسحة من الوقت في محاولة لرأب جروح النفس وهو ما لم يكن متاحاً لولا التنقيب عميقاً في صندوق ذكريات الحياة لتتملّى به عيناي كما روحي القلقة، فكان العلاج في الكتابة، أو بمجرد المحاولة بحد ذاتها.
أكان الموت يقارعني؟ أم أنها الحياة؟ أم أن كليهما استفزا فيّ الرغبة في العيش …حتى الموت.
-
-
السلك النحاسي
هكذا عقد النضالُ سلكه النحاسي على جوهرة أخرى، في سردنا الآخر الطويل، فكتب رواية وترك لنا مهمة إنهائها. لقد كان يدرك أن مهمة كل قارئ هي نفسها مهمة كل إنسان حقيقي يود أن يجد حلمه. لذلك كانت النهاية مفتوحة على الحياة وعلى الاحتمالات التي لا تنتهي. وبالنسبة إليه فالنهاية بداية السرد حيث مضى شهيداً لا يعترف بموت الفكرة التي من أجله يحيا ومن أجلها يكتب.
وهنا بالذات تحضر المرأة ككينونة تحمل رسائل عميقة في فكرة حريتها الشبيهة تقريباً بحرية الأرض. ولكنها هنا غادرت عوالم السياسة دون أن تفقد ارتباطها بالفكرة والقضية، وها هي تتعدد في شخصيات كثيرة حولها. شخصيات خبرها نضال من حوله، ودخل عميقاً إلى أسئلتها الخاصة، دون أن يتدخل باقتراح حلول، فأتت النهاية كاملة بنقصانها.
-
-